كان ذلك في تشرين الثاني/نوفمبر عام 2019، وكان خورّام وسارة قد رحبا للتوِّ بمولِد طفلتهما إيماني في العالم. كان الشهر الأوَّل مفعمًا بكلِّ ما يميِّز الأبوّة والأمومة الجديدة من ابتهاجٍ وإرهاقٍ مع حبّ متزايدٍ لطفلتِهما.
إلا أنَّ عالمَهما قد انقلب رأسًا على عقِب عندما شُخِّصت إصابة الطفلة إيماني بورمٍ سرطانيٍّ في الدِّماغ في عمر 5 أسابيعٍ فقط. فخضعت لعمليّةٍ جراحيّةٍ طارئةٍ، لكنّ الأطبّاء لم يتمكَّنوا من إزالة سوى حوالي 60% من الورم الذي أصابها.
"لقد صلَّيْت، وبكَيْت، واشتريت مدفنًا في مقبَرة لدفن طفلتي."
- خورّام، والِد الطفلة إيماني
ثم جاءت محادثةٌ هاتفيّةٌ مع طبيب أورامٍ في مُستشفى سانت جود للبحوث في طبِّ الأطفال، قال فيها: "لقد عالجت حالاتٍ كهذه من قبل، وقد تماثل بعض المرضى للشفاء."
وفي مُستشفى سانت جود، تلقَّت الطفلة إيماني العلاج الكيميائيّ الذي قلَّل من حجم الورم بما يكفي للسماح بإجراء عمليَّةٍ جراحيَّةٍ جديدة. وأُزيل الورم كُليًّا.
لن تتلقّى العائِلات، مثل عائِلة الطفلة إيماني، فاتورةً من مُستشفى سانت جود لدفع تكاليف المُعالجة أو السفر أو السكن أو الطعام.
وبمساعدة أنبوبٍ للتغذية، بدأت إيماني تنمو وتكتسب وزنًا على نحوٍ مستمرّ وإن كان بطيئًا. وبدأت تقلب على جنبها، كما بدأت في الابتسام. وبعد عدّة أشهرٍ أُخرى من العلاج الكيميائيّ، غادرت إيماني المُعالجة وعادت إلى المنزل، وباتت تزداد حجمًا وقوّةً كلّ يوم.
وأصبح خورّام وسارة مفعمَيْن بالفرح والشُّكر بِفَضِل كلّ مرحلة احتفلا باجتيازها، وهي نقاطٌ مفصليّةٌ لم يعتقدا أبدًا أنَّهما سيشهدانها: أول رأس سنة لإيماني، وأوّل شهر رمضان لها، وعيد ميلادها الأول، والمزيد من البدايات كلّ يوم.
"لقد أدهشتني في نواحٍ كثيرةٍ بالفعل. لا يسعني إلّا أن أتخيّل ما الآتي في المستقبل، ولكن مهما فعلَت إيماني سأكون فخورةً للغاية بها بالطبع."
- سارة، والدة الطفلة إيماني